الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء
ومن وصية ابن سينا لأبي سعيد فضل الله الميهني:ليكن الله- تعالى- أول فكر له وآخره وباطن كل اعتبار وظاهره ولتكن عينه مكحولة بالنظر إليه وقدمه موقوفة على المثول بين يديه مسافرا بعقله في الملكوت الأعلى وما فيه من آيات ربه الكبرى وإذا انحط إلى قراره فلينزه الله في آثاره فإنه باطن ظاهر تجلى لكل شيء بكل شيء وتذكر نفسه (1) وودعها وكان معها كأن ليس معها فأفضل الحركات الصلاة وأمثل السكنات الصيام وأنفع البر الصدقة وأزكى السر الاحتمال وأبطل السعي (2) الرياء ولن تخلص النفس عن الدون ما التفتت إلى قيل وقال وجدال وخير العمل ما صدر عن خالص نية وخير النية ما انفرج عن علم ومعرفة الله أول الأوائل إليه يصعد الكلم الطيب.إلى أن قال:والمشروب فيهجر تلهيا لا تشفيا (3) ولا يقصر في الأوضاع الشرعية ويعظم السنن الإلهية (4) .قد سقت في(تاريخ الإسلام)أشياء اختصرتها وهو رأس الفلاسفة الإسلامية لم يأت بعد الفارابي مثله فالحمد لله على الإسلام والسنة.وله كتاب(الشفاء) وغيره وأشياء لا تحتمل وقد كفره الغزالي في كتاب(المنقذ من الضلال (5)) وكفر الفارابي.__________(1) أسقط المؤلف من الوصية قبل هذه الجملة ما لايتم المعنى إلا به.انظر " عيون الانباء في طبقات الاطباء " 445.(2) تحرفت في " عيون الانباء " إلى " السهي " بالهاء.(3) في " عيون الانباء " زيادة: وتداويا.(4) انظر نص هذه الوصية في " عيون الانباء " 445 446.(5) يقول شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه " درء تعارض العقل والنقل " 1 / 8 وهو بصدد البحث عن انحراف الفلاسفة: ولهؤلاء في نصوص الأنبياء طريقتان: طريقة التبديل وطريقة التجهيل أما أهل التبديل فهم نوعان: أهل الوهم والتخييل وأهل التحريف والتأويل فأهل الوهم والتخييل هم الذين يقولون: إن الأنبياء أخبروا عن الله وعن اليوم الآخر وعن الجنة والنار بل =
النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 535 - مجلد رقم: 17
|